مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » في ان آلام المسيح مقدسة ـ الفصل ( 16 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس فيلسوف

في ان آلام المسيح مقدسة ـ الفصل ( 16 ) من الكتاب السابع ـ خواطر فيلسوف القديس فيلسوف


الفصل السادس عشر
في ان آلام المسيح مقدسة
  حين أتـــــي الــــرب إلي العالم ، أتي متنكـراً ،
و ظهر ضعيفاً بالجسد ، و هــــو القوي في ذاته .


و لزم أن يكون منظوراً كيلا يعرفـــــــــوه ، و محتقـــــراً لكــــي يقتلــوه .

سني مجـــــــــــــــــــده كامن في لاهـوته ، و لاهوته محجوب في جسده :

( لأنهم لو عرفوه لما صلبوا رب المجد ) " 1كور 2/3 ".

و سار بين اليهـــود ، مجهــــــــــــولاً بين أعــــــــــــــــــدائه ،
يصنع العجـــــــائب و يحتمل الغرائب حتى علقّ على الخشبة .
يــــوم تألم المسيح ، لأجلك تـــــــألم .

قال بطرس الرسول :
( تـــــألم المسيح لأجلكم وأبقي لكم قدوه لتقتفوا آثاره ) "2/21 ".
لقد تألم فعلمــــــــك الألم و قلَّ ما يفعل الكلام بلا مثل .

شــــــتمه اليهــــــــود و هو معــــلَّق عـــــلى الصـليب :
بمسامير قاســـــــــية كان معلقاً دون أن يفقد عـــذوبته .
و احتدموا غيظاً ضده وداروا حوله مجدفين كالمجانين ، حول طبيب ماهر .

و كان يداوي على صليبه قائلاً :
( أغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ما يصنعون ) (لو34:23).
و كــــــان يســـــأل و هو معلّـــــق :
و لم ينزل عن صليبه لأنه كان يداوي المجانين .

أسمع : أنت مسيحي و عضو للمســــــــــــــيح  ،
فكــــرّ بمن أنــــــت و بالثمن الذي به اشتريت .

ابتلعت الحياة الأبدية الموت و شاءت أن تمـــوت في ما هـــــــــو لك ،
                        لا في ما لهــــــا وأخذت منك إمكانية الموت عنك .

و منك أخذت الجسد
و لكن بخــــــــلاف ما يأخذه الناس لقد كنت حقاً فيها ساعة قالت :
( إن نفسي حزينة حتى الموت ) " متى38:26 " .
إن الـــــــذي جاء ليمــــوت لم يخش الموت ،
و قــــــــــــد كان يوســــعه أن يبذل نفســـه و يأخــــــــــذها أيضـــــــــــاً .
إن الأعضاء كانوا يتكلمون في الـــــــرأس و الرأس يتكلم لأجل الأعضاء .

لقـــــد جعلك المســـيح جميــــــــلاً : بفضــل ما وصــل هو إليه مـــن القبــح ،
لو أنه رفـض أن يكـــون قبيحــــــاً : لما كنت أستعدت الجمال الذي فقدتــــــه .
على الصـليب لم يكن له شــــــــكل : لكن قبحه كان لك جمالاً .
تمســـــك في حياتك هذه بالمســيح : الـــذي لا جمــــــال له ؛

لأنه لــــــــم يرتفع على الصـــليب ليفـــــــــــدي نفســــــــه ،
مـــــــــــــن أرتفع على الصـــــليب دون أن يكون عليه ذنب .

و ليكــــــن صليبه فداءّ لنفســــــك لتضع فوقه كل ما أتيت من شر ،
                                         و تتمكن من أن تتبرر بقيــامته .

كان ثمن فدائك مخفياً في جسد المســـيح
كما في محفظة فتمزقــت المحفظــة بالآلام .
علق المســــيح ، فســــــــــرّ الكــــــــــافر .
و طعنــــــــــــه أحد جلاديـــــــــــه بحربته فأفاض الفادى ثمن فدائك .

عــــلى المسيح الفادى أن ينشد نشيد الظفـر ،
وعلى يوضاس الخائن أن يكتئــــــــــــــــــب ،
وعلى اليهــــــــــــودي الذي أعطي ثلاثين قطعة من النقود أن يخجل .

يهوذا باع و اليهودي اشتري فأتيا شـــــــــــراً .
و بالحكم عليهمــــا هلكـــــاً . بائعـاً و شـــارياً .

الواحد باع و الآخر اشتري: يا للتجارة الخاسرة.
لا هــــــــذا أخذ المــــــــــال ولا ذاك المســــــيح .

أما أنت أيها المسيحي فأفرح :
لقــــــــد ربحت من تجــارة أعــــــــــــــــــدائك ،
فأخذت ما بـــــــــاع الأول و ما أشتري الثاني .
نقـــــرأ باحتفال قصة آلام من غفر بدمه ذنوبنا .

فنتذكرها كليـــاً في تلك العبــــادة الســــــنوية فينمو إيماننا نمواً و اضحـــــاً
ساعة نمارسها على صعيد شعبي تنازل ربنا وقـــدم لنــــا ، مثالاً في الصبر .
ما أحتمله من آلام لخلاصنا كي نفيـــــــــد من هـــــــــــذه الحيـاة الحاضرة ،
حـــتى إذا طلب منه شـــــيئاً إكراماً لإنجيله فلا يحق لنا أن نرفض آلامــــــه .

و طالما أنه لم يقبل شـــــيئاً مكرهاً في جسده المائت بل قبله حراً ،
و باختياره يحـــــق لنــــــــا أن نعتقد بأنه شاء أن يعطينا درســــاً
           في كل مراحل آلامه التي وصــــلت إلينـــــا مكتــــــــوبة .

و كأني به حـــــــــين سيق للصلب حاملاً صليبه بنفســــه
يرمز إلي العفـــــــةّ التي يجـــــب أن يتحــــــــلى بهـــــا
كل من أراد أن يتبعه وأشار إلي هذا أيضاً بكلامه حين قال :
(من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني) " متى24:26 ".

كل مـــــن ضبط نفســــه حمــــــــــــل نوعـــاً ما صـــــــــــــليبه ،
ومن خلال صلبه وعذابه على الجلجثة أشار إلي مغفرة الخطايا
التي قيل عنها في المزمور :
( لقـــد ازدادت آثـــــــــامي فوق شعر رأسي )"مزمور 13:39 ".
 
و باللصين اللذين صلبا عن يمينــــــــــــــــــــه و يســــــــــــــــــاره ،
أشار إلي العذابـــــــــات التي يجب أن يتحملها القائمون عن يمينـه .
و القائمون عن يساره بحيث يقول :
للــــــــذين عن يمينه : (طــــــــوبي للمضطهدين على الــبر)
وللذين على يســـــاره :( إذا أسلمت جســــــــــدي ليحــــــرق
                              ولم تكـــــن فيّ المحبــة فلست شيئاً )
                                                                     (1كور3:13 ).

و يشير بالكتـــــــابة التي تقول في أعلي الصــــليب:(ملك اليهود)
إلي أن قاتليــــــــــه لن يتمكنوا من الهرب من سلطة ذاك الــــذي أوضح لهم جلياً
         بأعمــــــــاله ما لــــــــه من ســــــــــــــلطان يجــــــــــــب الاعــتراف بــــه .

و لهــــذا ينشد المزمور:(أني مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي  )(مزمور6:2)
و يستدل من اقــــــتراح رؤســاء اليهــــــود على بيلاطـــس بالاّ يكتـــب(ملك اليهود) ،
بل يزعم بأنه ملك اليهود أن بيـــــــــلاطس الذي رفض اقتراحهم هذا رمز للزيتونة .

البرية المغروسة محل الأغصان المنكسرة لكونه وثنياً .
و يعـــــــــــــــتبر كلامه هـــــــــذا بمثابة اعتراف الشعوب الذين قال عنهم الرب بحـــــق :
                   ( ملكــــــــــوت الله ينزع منكم ويعطي أمه تصنع ثمــــــرة ) (متى43:21).

و مع ذلك فليس ملكاً لليهود : الجـــــــــــذع ، هو الذي يحمل الزيتونة ،
                                   و ليست الزيتونة هي التي تحمل الجـــذع .

و مع أن تلك الأغصان قد تكسرّت في الكفر فلم يرذل الله شــــعبه الذي عرفــه ســــابقاً .
و مع أن أبناء الملكوت الذين رفضوا ابن الله ملكاً عليهم يذهبون إلي الظلمات الخارجية
          فكثــــــــيرون يأتـــــــــــــــون من المشــــــــــــرق والمغـــرب ويســــــتريحون ،
         لا مع أفلاطون و شيشرون بل مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات .



كتب بيلاطـــوس : ( ملك اليهود ) لا ملك اليونان و الرومان و إن يكــــن مزمعاً أن يملك عليهم .
وما كتب قد كتب . ولم يغّـــــــــــير طلبُ الكفــــــــــــــــــــــرة ما تنبأت به المزامير منذ القديـــــم :
                                          لا تفســـــــد لداود كتابة :(مزمور 1:57 ).


إن الشعوب بأسرها آمنت بملك اليهود و مــــع أنـــــه ملك اليهود فإنه يملك على جميع الشعوب

لقــــــد كان بإمكان ذلك الجذع ســاعة طعمــــــــتّ فيه الزيتونة أن يحــــــــــولها إليـــــــــــــــــه

            إنما لم يكن بوســــــــعه أن ينزع عنها اسم الزيتونة .

و إن الجنود الذين اقتســـــــموا ثيابه يمثلـــــــــون قارات العالم الخمس
              حيـــــــــث يجـــــــب أن   تنشـــــــــــر تعـــــــــــــــــــاليمه .
و القميص ذو النسج الواحـــد ، الذي اقترعوا عليه ولم يقتســـــــموة ،
             يشــير بوضـــــــــوح إلي أن الأســــــرار المنظــــــــــــورة .

و إن تكن عـــــــلى مثـــــــــــــــــال ثياب المسـيح جديرة بأن يقبلهــــــــــــا الجميــــــــــــع
             أبـــراراً كانوا أم أشراراً أما الإيمان الصادق الذي يعمل بالمحبة ونقاوة الوحدة .

  طالما أن محبة الله قد أفيضـت في قلوبنــــــــا بالـــروح القــدس الذي أعطينــــــــاه
                          فليـــــــس من نصيب الكل بل تمنحه النعمة الخفية بقرار خاص .
و لذلك قال بطرس لسيمون الذي قبل العماد دون النعمة :
( فلا حصة لك ولا نصيب في هذا الأمر ) " أعمال21:8  "

و كإنسان محب أوصـــــــي ، و هو على صـــليبه ، بأمه تلميذه الحبيب .
و قبـــــــــل أن تأتي سـاعته حوّل الماء خمراً وقال لتـــك الأم بالــــــذات
                                 ما لي ولك يا امرأة ؟ لم تــــأت ساعتي بــعد .

لم يأخـــــذ من مريـــم ما له كإله كما أخذ منها ما عـــــلّق على الصليب .
وإذا قال : أنا عطشان ، كان يبحــــــث عن الإيمـــــــــــان لدي خاصـــته .
و إذا جاء إلي خاصته و لم تقبـــــــــله خاصـــــــــــــــــته ،
قدّموا له مرارة الخل على اسفنجة بدلاً من عذوبة الإيمان .

لا يجوز لنا أن نشــــبه الأقـــــــــــــــوياء بالأســــفنجة بل المنتفخين كـــــــــــبراً ؛
ولا يجــوز أن نشبه بها المستسلمين إلي إيمان مستقيم بل المغلقين على أنفسهم
                            تحت وطــأة مداخـــــلات الشرير و مكــــــــــــــــــــــــــائده .

أكيـــــد بأن ذاك الشراب كان يحـــــــتوي عـــــــلى الحنظل ،
تـــــــلك النبته الوضيعة التي تلتصق بالصخــــــــر بواسطة جـــــــذر لها قــــــــوي .
و أتخذ ذاك الإثـــــم في ذلك الشعب ترويضاً للنفس بالندامة و حفظاً لها بعيداً عنه .

إن الذي شرب المـــــــر ممــزوجاً بالخـل كــــــــــــان يمــــيزّ بينهما
حـــــين صلي من أجلهم على الصـــــليب بشــــــــهادة الإنجيلي قائلاً :
       ( أغفر لهم يا أبت لأنهم لا يـــدرون ما يفعلون ) .

و حين قال: لقد تـــــــم كل شــــــــيء و أحنى رأســــه و أســــلم الـــــــروح
و أشار إلي أنه لا يموت بقوة حتمية بل بقدرته الذاتية تحقيقاً للنبوءات عنه .

و هذا أيضــــــاً قد كتب فيــــــه : ( و في عطـــــــــــــــشي سقوني خلاً )
كمن له سلطان أن يبذل نفســـه وفقاً لما أكده هو ذاته لقد اســـلم الروح
و حنى رأســــه ليشهد للتواضع لأن قيامتـــــه سوف تتــم مرفوع الرأس .

  و أعلن ذاك الإنجيل أيضاً إنهم لما رأوه مات لم يكســـروا بل كسروا سوق المصــــلوبين الآخــــرين
                                  لتتحقق نبوءات الفصح اليهودي القائــــلة بالاّ يكسر عظم من حمل الفصح .

و ذاك الجنب المفتوح بالحـــــربة و قد جري منه دم و ماء
كـــان رمــــزاً للأسرار التــــــــي تكــــــونت الكنيســـــــة ــ
كمـــا استلت حــــــواء من جنب آدم أصل الجنس البشري كله و هو نائم .

و ليوسف ونيقوديموس اللـــــــذين دفنـــــاه
كما لكثــــــيرين ســـــــــواهما من النـــــــاس معان و رموز:
فيوســـــــــــف يعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني التقــــــــــدم
و نيقوديموس لفظة يونانية مركبة من شقين: نصر و شعب .
و أي شــــــــئ أخصب من موت القـــــائل :
إن حبة الحنطة إن لم تمت تبقي مفــــــــردة
                 و إن ماتت تأتي بثمار كثيرة .

و مـــــــن الذي ينتصر بالموت على مضطــــــــهديه
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac