مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » الرجاء في سفرك تعزيةُّ لك ـ الفصل ( 10 ) من الكتاب الثاني ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس

الرجاء في سفرك تعزيةُّ لك ـ الفصل ( 10 ) من الكتاب الثاني ـ خواطر فيلسوف القديس اوغسطينوس


الفصل العاشر
الرجاء في سفرك تعزيةُّ لك
الرجاء ضـــروري لك ، أيها المســـافر ، وعزاءُّ في الطريق .
حــين تتعب في سفرك ، تحتمل أتعابك ، أمــــلاً بالوصــــول .


أنـزع عنك الأمــل بالوصـول ،

تفقـــــــد ، للحـال ، القـــدرة عــلى الســــــــــــير ،

احتفـــــــظ بضمير لتحـــــافظ عــلى الأمـــــــــــــل ؛
وإن عذَّبك الضمير الشــرير فقدت الرجـــــــــــاء ،
                                ورحت تنتظر الشجب .

أجعـــل لك ضمـــــــيراً صــــــــــــالحاً ،
ثـــــم آمن وأعمــــل أملاً بالملكـــوت ؛
     ولكن ، تواضع قبل كل شـــــيء ،

فالله يعزي المتواضعين بالرجــــــاء ،
      فـــلا يستكبر أحد معجباً بنفسه ،

ولا ييأس إنسان ،
وإن وضيعـــــــاً ؛
لأن وعد الله نافـــذ أكيـــد ثابـــت ،
                أمــــــــــــــــــــــين  ،
               لا يتزعــــــــــــــزع  ،
             ولا يخامره أدني ريب ،
            وهو للحزانى عــــزاء .

حياة الإنسان على الأرض تجربة ،
ولكـــــن أيا كان مقامُـــك فيها ،
فليـــس لك ملجـــأ ســـوي الله ؛
وليــس لك فــــرح الا في وعــــــــــــــوده ؛
   لان هذه الحياة ، مهما سكبت من غبطة ،
تخدع الكثيرين ؛ بينما الله لا يخدع احـــــداً .

يوم اتجهت الى الله تحوًّلت فيك المحبـــة ،
والســـعادة فلم تنُزعــا منك بـل تحــــوًّلتا .

لا يحصل الإنســان على جميـــــع مسرات هذه الحياة ،
لكنَّ الأمل بها ثابت فيجعلها أفضل أفــــراح هذا العالم ،
وفقاً لما جاء في الكتاب .
{ تلــــــــــــذًّذ بالــــرب }
" مــــــــــــــزمور 4:36 ".

إن لم تحصل حتى الآن على ما يشتهيه قلبك ،
فهل تلتذ بالرب
لولا علمك بأنه أمين ومدين لك بوعـــــــــده ؟

المتكبرون ، بالســعادة الحاضـــــــــــــــــرة يفرحـــــون ؛
              و بالمراتب التي نالوهــــــــــا ؛ يفاخـــرون ؛
              وبالذهــــــب البــــــــــــــــــراق يزهــــــــون ؛
             وبالخــــــدام العديديـــــــــــــــن يحُــــــاطون ؛
             والعمـــــلاء المخلصون حولهم يلتفـــــــــون :
             ولكن هذه كلها مظاهر كالظــــل تمــــــــــــــــر .
                              وحين يتـــــــم الوقــــت الذي به يفـــــــــــــرح  .
             جمــــيع الذين وضعوا رجـائهم عــــلى الـــــرب ،
             يلفّهــــــــــــم آنـــــــــــــــــذاك حزن لا ينقــضي .

و إذ ينال المتواضعون الجـــزاء الذي كان يسخرُ منه المتكبرون
                                        تنقلب غطرستُهـــــــم حـــــزنا
و يدوّي ذلك الصوت الــــــــذي عرفته في كتاب الحكمة قائلاً :
{ هذا الذي كنا حينـــاً نتخذه ســــخريةًّ ومثلاً للعــــار
كيف أصبح معدوداً في بني الله وحظهُ مع القديسين .
فماذا نفعتنا الكبرياء وماذا أفادنا افتخارنا بالأموال ؟
قد مضي ذلك كله كالظل }
              " حكمة8،3:5 ".

هـــــــم توكلــوا على الخيور الباطلة ففسد رجاؤهم ،
بخلاف رجائك ، فإنه ســـــــــــــوف يتحقـــــــــــــق .

اتَّق الرب و ســـــرْ في سبيله
          ولا تغـــــــــــــــــــــرْ ممًّــن لا يســـــيرون في سبله فتراهم سعداء ،
          ولا ســـــــــعادة لهم ، بينا الشهداء سعداء في عذابهــــــــــــــــــــم .

جلادوهم كانــوا يحبــــــــــــــــــــون مـــا يـــــرون ،
أما هــــم فكانوا يسرعون إلي الخير الذي لا يرون ،
وكلّمــــا تأخــر المـــــــوت عنهـــم ،
اعتبروا تأخره خيبـــــــــة أمل لهم .

وهــــذه هي حــــــــــــــالك :
لك الآن أن تتعـــــــــــــــب ؛
      لك أن تجني الثمــــــر ؛
التعــب عينه مقـــــــــرون .
بالفــرح القائم على الرجاء .

الآن تأكل خبز الألم ؛
ولــــولا بعض اللذة فيه لما أكله إنسان :
وأية لذة يجد في البكاء إنسان يصلي ؟

إنًّ دموع المصـــــــــــــــــــــــــــلين ،
   لأعذب من أفراح رواد المسارح .

أشكُ همّك إلي الله و صعدّ زفـــــراتك إليــــــه ،
بانتظــــار مشاهدته ، شـــــــــــــوقاً إليـــــــه ،
حينــــذاك تحلو دموعك المنبعثة مع أشواقك .

وســـــوف يأتي إلهـــك ،
ويمســـح دموعــــــــك ،
ويكون لك خبز الدموع ،
فتســــــمن إلي الأبـــد .

أنت تعمل الآن ما يرجُى منـــه ثمـــــــر ؛
            ثم تـــــــــذوق ثمرة شـــغلك .

ومـــــــع أنــــك تأكل أتعاب أعمــــــــالك .
فأنــــــــــــــــت سعيد
وكـــم تكـــــون سعيداً أوان القطـــــــاف ؟!
إن كان للرجاء هــــذا القـــدر من العذوبة ،
                   فمـــا أعذب الحقيقــــــــة ؟!

Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac