الفصل الحادي عشر
++ عواطف و صلوات ++
ربّ
ما أكثر الضيقــــــــــــــــــــــــات التــي يتحملها البخلاء ،
أنهــــم لا ينثنون أمام اضطهاد ؛ ولكنهم يخشون البخل .
البخيل يسرق ، ويخشى العقــــاب ؛
ولكنه يتحرقّ شوقاً إلي النهب والسلب .
وكثـــــــــيرون يتحملون الجوع سعياً إلي الكسب ثم يفرض عليهم الصوم ،
فيجدون أعـــــذارا لنفوســــــــهم من الصوم بسبب معدهم .
تدعــــــــوهم معــــدهم طـــــــــوال نهــــــــارهم إلي إحصاء الأطعمـــــــة ،
ولكنهـــــم ينـــــــــامون على الطــــــــــــــــــــوى .
وكل يــــــوم نجـــــــــد تجــــــــاراً ينجـــــــــون من الغــــــــرق عــــــراةً
ثم يسافرون بحــــــــــراً من جديد نحو الخطــــــر .
ولــــمّ يتعرض الناس بهذا المقدار إلي الخطر اليومي ،
إن لم يكـــــــــــــــن رغبــــــــــــــةً في جمع الثروات ؟
السيف ذاته لا يحـــــــــد من نشاطهم .
الــــــــــتزوير ذنب رئيــسي ومــع ذلك فإنهم يحاولون تقسيم المواريث .
إن قــــــال البخيـــــــل في قلبــــــــــــه ولم يجرؤ أن يقول بلسانه :
من ذا الــــذي يفصــــــلني عن حب الذهــــــــــــــــب ؛
وإن اســـــــــــــــــــــــتطاع أن يقول للذهــــــــــــــب :
أني من أجـــــلك أمــــــــوت كل يــــــــــــــــــــــــــوم ،
فأنا أقول ما يقوله الشهداء القديسون في المزمـــــــــــــــور42 .
اللهـــــمّ أحـــــــكم لـي وخاصم لدعواي مــع أمة غير صـفية .
أنظر إلي تجـــــــربتي : فالبخـــــــــلاء أيضاً يجــــــــــــربون .
انظر الى عــــــذاباتي : البخـــــــــــلاء أيضاً يعذبـــــــــــــون .
أنظر إلي اضطهاداتى : فالبخـــــــــلاء أيضاً يضطهـــــــدون .
أنظر إلي جـــــــوعي : فالبخـــــــــلاء أيضاً يجوعون ويعطشون إلي الذهب.
أنظر إلي عـــــــــري: فالبخـــــــــلاء أيضاًيتعـــــــــــــــــــــرون حباً بالذهب .
أنظر إلي مـــــــوتي : فالبخـــــــــلاء أيضاً يموتــــــــــــــــــــون حباً بالذهب .
يطاردني المــــــــوت بســــــــــببك ،
نهـــــــــــــــاري كله : البخلاء يسعون إلي الذهب وأنــــا أسعي إليــــــــك . العقاب واحد ؛
إنما الدعوى مختلفة : حــــيث اختلاف في الدعوى فهناك النصر مضمون .
12 ـ في أخطار الغنى
|
