الفصل الرابع عشر
++ عواطف و صلوات ++
أنت يا من تحبه نفسي :
بشرني وعلمني ؛
ومــــاذا تعلمـــني أيها المعلق على الصليب .
يا من لم تشأ أن تنزل عنه ؟
لقد علمتني كيف تصبر على المجدفين عليك ،
وكيف أكون قـــــــــــــــــــوياً فيــك .
لما أهانك اليهود وقالوا لك وأنت معلق على الصليب .
( إن كنت ابن الله فأنزل عن صليبك ) ؛
لــــــــــــــــم تنزل عنــــــــــــــــه بل شــــئت أن تموت عليـــــــــــــــه .
وهـــــــــــــل نـزولك عن الصليب يعد عظيماً أمام قيامك من القـــــــبر ؟
ولكـــــــــــــن بمـــــــــــــا أنـــــك تعلم الصبر فقد أرجأت استخدام القوة .
مثلا أعطيت ؛ بيد اني محتاج إلي مساعدتك فســـــــــاعدني ،
مقيــــــــد أنـــــا فحل قيودي ولا تتأخر يا إلهي .
لا أحد سواك يحلني من قيودي .
تحيــــط بي الهموم والمشــــاكل من كل جهة وتمزقني الأشــواك من هنــــــــــــــــــــا
وهنــــــاك طوال ســـــــــــــفري في هذا الطريق الضيقّ . محتاج أنا وفقـــــــــير يا الله ، فساعدني .
أنت عوني يارب فلا تتباطأ عني ؛ ما هو طـــويل بالنســــــــــــبة إليّ ليس شيئاً أمامك
يا مـــــــن ألف سنة في عينيـــة مثل يوم واحد أو كثلاث ساعات من الليـــــــــــــــــل .
أما إن فقدت الصبر فســــــــأجد الوقــــــت طـــــــــــويلاً
ومتى وجدته طويلاً ابتعدت عنك وشابهت الســـــــــالكين في الصحراء ،
المسرعين إليك يسألونك الملذات التي تحفظها لهم في الوطـــــن .
وبما إنهم يحرمــــــــــون في الطـــــــريق من المـــــــــلذات الــــتي قد تفســــــــــدهم ،
لــــــذلك نراهم يتذمرون عليك ويعودون إلي مصر بقلوبهم بعد أن تركوها بأجسادهم .
ساعدني أيها الرب إلهي ولا تتخل عني لأنــــــــــــــي في الطريق ؛
أني أسألك واحــــــــــدة وهي أن أسكن حيـــاتي كلهـــا في بيتــك وأتأمل في جمــــــــــالك ؛
هـــذا ما أسألك ، ولكن قبل أن أصل إليها فــــــلا أزال على الطريق .
لا تدعني أغتر بنفسي ، إن تخليت عني عثرت في طريقي وسقطت وضللت وتوقفــــت .
هبني أن أقــــــول لك ، إرادة حرة أعطيتني ، ولكن سعي بمعزل عنك ، لا يفيدني شيئاً ،
كـــــــــــــــــــــــــــــن عوني ولا تتخل عني ولا ترذلني يا إله خــــــــــــــــــــــــلاصي .
يا مــــــــــــن كونتني ، أنت عوني ، لأنـــــــــك لا تتخلي عمن صنعت يـــــــداك .
يجب أن يقوم علـــمي كله على أن أعـــرف أني لســـــت شيئاً بنفـــــــــــــــــسي ،
وإنّ ما أنا عليـه ، هـــــــــــــــــو منك ولك .
كمــا تنتظر الأرض من السماء المطــر والنــور هكــــــــذا فأني أنتظـــر منــــــك الرحمة الحقيقية .
في كل شيء ، أنا محتـــــــــــاج إليــــــــــــــك ؛ فــــــــي السراء والضــــراء .
وبدونــــــــك حـــــــزين أنا فــلا أجـــد عـــزاء ؛ وبدونك لا أجد من يوجهني .
ولكــــــــــــــن كل صعب وشاق يتحقق بسهولة إن أنـــت مددتَ يد مساعدتك .
أريد أن احبك ولست أبغي محبة نفســــــــــــي فأسكن فيّ كي أحبــــــــــــــك ؛
أحبب نفسك فيّ واستحثني على أن أحبك ، أضرمني وأنرني وحــــرضني .
بيد أني أجاهد ، حياتي كلها ، وفي جهادي هذا ، أنا عرضه للخـــــــــــطر ؛
إنما سأتغلب على هذا كله فيك يا من تحبني .
أني أعرف هذا ، وهو أنــــــــك قادر على أن تعمل كثيراً وكل شيء بدوني ،
أما أنا فلست قادراً على شـــــــــــــــيء بـــــــــــــــدونك .