مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » عواطف وصلوات ـ ( 14 ) في الصبر ـ القديس اوغسطينوس

عواطف وصلوات ـ ( 14 ) في الصبر ـ القديس اوغسطينوس

الفصل الرابع عشر
في الصبر .
++ عواطف و صلوات ++
أنت يا من تحبه نفسي :

                             بشرني وعلمني  ؛

                             ومــــاذا تعلمـــني أيها المعلق على الصليب .
                                                    يا من لم تشأ أن تنزل عنه ؟

لقد علمتني  كيف تصبر على المجدفين عليك ،
             وكيف أكون قـــــــــــــــــــوياً فيــك .

لما أهانك اليهود وقالوا لك وأنت معلق على الصليب .
                   ( إن كنت ابن الله فأنزل عن صليبك ) ؛

لــــــــــــــــم تنزل عنــــــــــــــــه بل شــــئت أن تموت عليـــــــــــــــه .

وهـــــــــــــل نـزولك عن الصليب يعد عظيماً أمام قيامك من القـــــــبر ؟
ولكـــــــــــــن بمـــــــــــــا أنـــــك تعلم الصبر فقد أرجأت استخدام القوة .

مثلا أعطيت  ؛ بيد اني محتاج إلي مساعدتك فســـــــــاعدني ،
                 مقيــــــــد أنـــــا فحل قيودي ولا تتأخر يا إلهي .

لا أحد سواك يحلني من قيودي .

تحيــــط بي الهموم والمشــــاكل من كل جهة وتمزقني الأشــواك من هنــــــــــــــــــــا

وهنــــــاك طوال ســـــــــــــفري في هذا الطريق الضيقّ . محتاج أنا وفقـــــــــير يا الله ، فساعدني .

أنت عوني يارب فلا تتباطأ عني ؛ ما هو طـــويل بالنســــــــــــبة إليّ ليس شيئاً أمامك
يا مـــــــن ألف سنة في عينيـــة مثل يوم واحد أو كثلاث ساعات من الليـــــــــــــــــل .

أما إن فقدت الصبر فســــــــأجد الوقــــــت طـــــــــــويلاً
ومتى وجدته طويلاً ابتعدت عنك وشابهت الســـــــــالكين في الصحراء ،
        المسرعين إليك يسألونك الملذات التي تحفظها لهم في الوطـــــن .

وبما إنهم يحرمــــــــــون في الطـــــــريق من المـــــــــلذات الــــتي قد تفســــــــــدهم ،
لــــــذلك نراهم يتذمرون عليك ويعودون إلي مصر بقلوبهم بعد أن تركوها بأجسادهم .

ساعدني أيها الرب إلهي ولا تتخل عني لأنــــــــــــــي في الطريق ؛
أني أسألك واحــــــــــدة وهي أن أسكن حيـــاتي كلهـــا في بيتــك وأتأمل في جمــــــــــالك ؛
                             هـــذا ما أسألك ، ولكن قبل أن أصل إليها فــــــلا أزال على الطريق .

لا تدعني أغتر بنفسي ، إن تخليت عني عثرت في طريقي وسقطت وضللت وتوقفــــت .

هبني أن أقــــــول لك ، إرادة حرة أعطيتني ، ولكن سعي بمعزل عنك ، لا يفيدني شيئاً ،
كـــــــــــــــــــــــــــــن عوني ولا تتخل عني  ولا ترذلني يا إله خــــــــــــــــــــــــلاصي .

يا مــــــــــــن كونتني ، أنت عوني ، لأنـــــــــك لا تتخلي عمن صنعت يـــــــداك .

يجب أن يقوم علـــمي كله على أن أعـــرف أني لســـــت شيئاً بنفـــــــــــــــــسي ،
                 وإنّ ما أنا عليـه ، هـــــــــــــــــو منك ولك .

كمــا تنتظر الأرض من السماء المطــر والنــور هكــــــــذا فأني أنتظـــر منــــــك الرحمة الحقيقية .

في كل شيء ، أنا محتـــــــــــاج إليــــــــــــــك ؛ فــــــــي السراء والضــــراء .

وبدونــــــــك حـــــــزين أنا فــلا أجـــد عـــزاء ؛ وبدونك لا أجد من يوجهني .

ولكــــــــــــــن كل صعب وشاق يتحقق بسهولة إن أنـــت مددتَ يد مساعدتك .
أريد أن احبك ولست أبغي محبة نفســــــــــــي فأسكن فيّ كي أحبــــــــــــــك ؛

أحبب نفسك فيّ واستحثني على أن أحبك ، أضرمني وأنرني وحــــرضني .

بيد أني أجاهد ، حياتي كلها ، وفي جهادي هذا ، أنا عرضه للخـــــــــــطر ؛
                                    إنما سأتغلب على هذا كله فيك يا من تحبني .

أني أعرف هذا ، وهو أنــــــــك قادر على أن تعمل كثيراً وكل شيء بدوني ،
                     أما أنا فلست قادراً على شـــــــــــــــيء بـــــــــــــــدونك .




Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac