الفصل الأول
في خطر الثناء البشري
++ عواطف و صلوات ++
هاأنذا أمامك ، يا إلهي ، لا أكـــــــذب ، كلامي صـــادق هو كقـــــــــــــلبي ،
و أســـــــفي أنا الذي لا أعـــرف ما لا أعــــــرف ،
أضئ سراجي أيها الرب إلهـــــــي و أنر ظلمـــاتي .
مــــــــــتى أنرتنــــي ، قلـــــــت لك : الصديقّ يصلحني برحمته و يوبخني ،
و لا يمسح الخاطئ بزيتــه رأســـــي .
أني أفضــــل أن أتحطم تحت قسوة حقيقية من إنسان يرحمني ،
و لا أن أرتفــــــــع بمديــــــح غــــــاش يخــدعني .
أني أفضــــل حقاً أن يوبخني صديقـــــــي و يقــــــرّعني ،
ولا أن يثني علىّ خاطئ فأرفع رأسي كـبراً .
أني من يرتضون كثيراً أنفسهم لا يرضونك أبداً لأن ليس لهم فيه مصلحة و حســـــــب ؛
بـــــــــــــــــل لأنهم يعـزون إلي نفوسهم الفضل في ذلك .
وإن حسبوها نعمة من لدنــك فــــــــــــــلا يفيـــــدون منهــــا في مجــال و حــــب من الأخــوة ،
بـــــــــــــــل في حسد ضيقّ و مقيت وســط تـــــــلك الأخطـــــــار ،
والضيقات تري قـــــلبي خـــــــــائفاً ،
فأحسّ بأنك تعمل أكثر على شـــفاء جراحي دون أن تمنعها عني .
و ها أني أري فيك أيتها الحقيقة :
أنه لا يجـــوز لي أن أتأثر بما يوجّه إليّ من ثناء بل حباً بخير القريب .
ولا أدري إن كان الأمر هكذا لأني لا أعرف ذاتي كما أعرفك بل أقــــلّ .
أسألك يا إلهي : أن تكشــــــــــــــــف عــن نفســــــي لنفســــــي ،
حتى أعترف لأخوتي الذين سوف يصلون عــني ،
بمــــــــــــــا أجــــــــد فـيَّ من ضـــــــــــــــــعف .
هبنـــــــــــــــي أن أسأل نفسي من جـــــــــديد باجتهــــــــاد .
إن كـــــــــــــــــان خير القريب وحده يؤثـرّ بي في التقــــــريظ ،
فلمَ يخفّ تأثـــري حين يوجّه الانتقاد ظـتـــلماً إلي ســـــــــواي ؟
و لمَ تجرحني إهانة توجَّــه إليَّ أكـــــــثر من :
إهانة توجّه ، ظلماً ، و بحضــــــــــــــــــوري ، إلي شــخص أخر؟
و هل أجهل ذلك أيضاً ؟
و هل أخلص إلي القول مما تقدم أني أخدع ذاتي ،
و لا أعمـــل الحق أمامـــــك بقلبــــي و لســـاني ؟
أبعد عني يا رب تــــــــــــــــلك الحمــــــــــــــــــــــاقة ،
لئـــــــــــــــــــلا يكون في زيتَ خاطئ أدهن به رأسي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|