في أن التواضع هو أساس الكمال المسيحي
++ عواطف و صلوات ++
لقـــــــــد علمتني يا رب أنه يجــــب علىّ أن أذكـــــر دومــــاً بــــرك دون ســــــواه .
إن تأملت حياتي السالفة رأيت ما كان متوجباً لي ، وما أخذت مما كان متوجبــاً لي .
استحققت العقاب فأعطيت النعمة واستحققت جهنم فأعطيت الحياة الأبدية .
لقد علمتني ببدايــــة إيمـــــــــــاني الـــــــذي به جددتـــــــــــــــــــــــــني ،
لقد علمتني أنني ما سبقت شيئاً فيّ وقلت لي أني مدين بما أنت أعطيتني .
مــــن ذا الذي يهتــــــــــــــــدي إليــــــك إلاّ من الإثم ؟
ومن ذا الذي يفتـــــــــــــــــــــــــــــــدي إلاّ من الأسر؟
ومن ذا الذي يستطيع أن يقول أن أسره كــــان ظلماً
يوم هــــرب من قــــــائده وأصبح فاراً .
لقد أمنـــــت بما وعد به الفـار فلقيت ما هــددت بـه .
وبمــا أني تبت إليك ، جـــددتني يا صــــانعي ثم خلقتني وكونتني من جديد .
وبما أني تبت إليك ، أدركـــــــــــــــــــــــــت أن لا قيمة لاســــــــتحقاقاتي ؛
إنما نعمتك جاءتني مجاناً لكـــــي أذكر عدلك وحدك .
وإذ أنظــــــر إلـــي كل ما أسـتطيع أن أحــوزة في الطبيعة
والحديث والإيمان والرجاء والمحبـــــة
والأخلاق الحسـنة والـــــبر وفي خوفك ،
أجد أن كل شيء عطية منك .
يا للإثـــــــــــــم الــــذي لا يحق لأحد أن ييأس منه :
اللـــــــــــــــــه رحمة لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي .
أنت هو خلاصي يا من تعطــــــــــيني الخـــــــــلاص .
أنت حمـــــــــاي لأني إليـــــك ألجــأ مطمئنــــــــــــــاً .
أنت قـــــــــوتي لأنك تعطـــــــــــيني القـــــــــــــــوّة .
أنت رحــــــمتي لأن كل ما أنا عليه هو من رحمتك .
ماذا عملت لكي أكـــــــــــــون ،؟
وماذا صنعت لكي أكـــــــــــــون ، أنا الذي دعوتك ؟
إن صنعت شــــــــــــيئاً لكي أكـــــــــــــون ،
فهــذا يعني إني كــــــنت قبل أن أكـــــــــون …
ومن جهة ثانية إن لم أكن شــــــيئاً قبــل أن أكــــــــــــــون
فأنــا ما استحققت البتة بأن أكـــــــــــون .
لقد عمـــــــلت لكي أكـــــــــــــون ،
وما عمــــــــلت لكي أكون صالحاً .
أعطــــــــــــيتني أن أكـــــــــــون ،
ويستطيع أخـــــر أن يعطــــــــــــــيني أن أكون صالحاً .
إن أعطيتني أنت أن أن أكـــــــــــون،
وأعطاني آخــر أن أكون صالحاً ،
فالأفضــل هــــو الـــذي أعطـــــــــــاني أن أكون صــالحاً
لا مـــــــــــن أعطـــــــــــاني أن أكـــــــــــــون .
وبالعكس طــــــالما أن لا أحــد أفضــــــل منـــــك فـــلا أحد أقــــوي منك وأرحم ؛
إن الذي أعطــــاني أن أكــــون أعطاني أيضـــــاً أن أكون صالحاً ، إلهي رحمتي .