الكتاب السابع
الفصل الأول
++ عواطف و صلوات ++
ما أشــقي من يعلم كل شــــيء ، ولا يعرفـك أنت أيها الـرب الإله !
و ما أسـعد من يعرفـــــــــــــــك و إن كان يجهـــــل كـــــــل شيء !
إن الــــــــــذي يعرفــــــــــــك و يعرف الأشياء كلها لا يــزداد ســـــعادة بمعرفتهــــا ؛
بل أنت وحدك له مصدر سعادة إذا عرفك إلهاً فسبحك و شكرك و لم تطغ عليه أفكاره .
من كانت له شجرة ثم شكرك عليها ، أفضل ، ولـــو جهـــــل ارتفاعهـــــا وحجمهــا ،
ممن قاسها و أحصي أغصانها ولم تكـــن له ، فضلاً عن أنه يجهل خالقها و لا يحبه .
تلك هي حال من يملك عالماً من الــثروات كامـــلاً ؛
و من لا يملك شيئاً منها ، إنما يملك كل شيء فيك ،
يا مـــــن تعـــــــترف بك الخليقـــــــــة خالقــــــــاً ،
ولو كان يجهــــــل مثــــــلاً خط الأستواء ،
أفضل و لا شك ممن يحصي النجوم و يقيس العناصر ،
و يجهلك أنت يا من رتبتّ هذه كلهـــا بوزن و قيـــاس .
فليذهب بعيداً عنك الكفار
ذوو القلاقل تراهم فتفصل بينهم وبين ظلالهم :
كل ما حولهـــــم جميــــل أما هـــم فقبحــــــاء .
أي ضرر ألحقوا بك و كيف أمتهنوا حرمة ملكك العادل ،
الممتــد من أعلي الســــماوات حتى الأعمـاق السـفلي .
إلي أين فروا من أمام وجهك ؟
و أيــن تجـــــــــــــــــدهم ؟
هربوا من نظرك الذي يتعقبهم و يلاحقهم باســـتمرار .
و إذا كانوا عميــــــاناً ، فقــــد ألتقــــــوا في طريقهــم ،
يا مـــــــن لا تهمــــل أحـــــــداً مـــن مخــــــــــلوقاتك .
لقد ارتكبـــوا ظـــــلامة فقبضت عليهـــــــم و عاقبتهـم بعــــدل .
ثم حاولوا الهرب من عدلك فوقعوا فريسة كبريائهم و تمرّدهم .
جهلوا أنك في كل مكان يا من لا يحـــــدّك مكـــان ،
أيهــــا الحــــاضر أمـــــــام من يفـــــرّون منــــــك .
عليهم أن يبحثــوا عنك من جديـــد لكـي يجــدوك في قلوبهـــــــــم ،
في قلــوب المعترفين لك ، الذين يلقـــون بنفوسهم عليـك ،
باكين فوق صدرك بعد نجــــاتهم من الطرق الوعــرة .
و إذا تكفكـــــف دموعهـــــــم يــــزدادون بكــــــــاء ،
و يجــــــــــدون في تلك الدمـــــــوع ســـــــــعادتهم ،
لأنك أنت يا ربّ ،
تخلقهـــم من جـــــديد و تؤاســــيهم ،
و ليس إنساناً من لحم و دم يؤاسيهم .
أيـــن كنت حين بحثت عنك ؟
أنــت كنت أمــــــــــــــــامي ،
و أنا كنت بعيـــــــداً عنـــــــــك ،
و بعيــــــداً عن نفــسي ،
و بما أني لم أجــــــــد نفســـي ،
فكـــــــم أعمــل حــــتى أجــدك ؟