مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » عواطف وصلوات ـ ( 1 ) في الطريق إلي معرفة الله الروحية ـ القديس اوغسطينوس

عواطف وصلوات ـ ( 1 ) في الطريق إلي معرفة الله الروحية ـ القديس اوغسطينوس



الكتاب السابع


الفصل الأول

في الطريق إلي معرفة الله الروحية  

++ عواطف و صلوات ++
  ما أشــقي من يعلم كل شــــيء ، ولا يعرفـك أنت أيها الـرب الإله !
و ما أسـعد من يعرفـــــــــــــــك و إن كان يجهـــــل كـــــــل شيء !

 إن الــــــــــذي يعرفــــــــــــك و يعرف الأشياء كلها لا يــزداد ســـــعادة بمعرفتهــــا ؛
بل أنت وحدك له مصدر سعادة إذا عرفك إلهاً فسبحك و شكرك و لم تطغ عليه أفكاره .

من كانت له شجرة ثم شكرك عليها ، أفضل  ، ولـــو جهـــــل ارتفاعهـــــا وحجمهــا ،
ممن قاسها و أحصي أغصانها ولم تكـــن له ، فضلاً عن أنه يجهل خالقها و لا يحبه .

تلك هي حال من يملك عالماً من الــثروات كامـــلاً  ؛
و من لا يملك شيئاً منها ، إنما يملك كل شيء فيك ،
يا مـــــن تعـــــــترف بك الخليقـــــــــة خالقــــــــاً  ،
ولو كان يجهــــــل مثــــــلاً خط الأستواء ،
أفضل و لا شك ممن يحصي النجوم و يقيس العناصر ،
و يجهلك أنت يا من رتبتّ هذه كلهـــا بوزن و قيـــاس .

فليذهب بعيداً عنك الكفار
ذوو القلاقل تراهم فتفصل بينهم وبين ظلالهم :
كل ما حولهـــــم جميــــل أما هـــم فقبحــــــاء .

أي ضرر ألحقوا بك و كيف أمتهنوا حرمة ملكك العادل ،
الممتــد من أعلي الســــماوات حتى الأعمـاق السـفلي .

إلي أين فروا من أمام وجهك ؟
و أيــن تجـــــــــــــــــدهم ؟
هربوا من نظرك الذي يتعقبهم و يلاحقهم باســـتمرار .
و إذا كانوا عميــــــاناً ، فقــــد ألتقــــــوا في طريقهــم ،
يا مـــــــن لا تهمــــل أحـــــــداً مـــن مخــــــــــلوقاتك .

لقد ارتكبـــوا ظـــــلامة فقبضت عليهـــــــم و عاقبتهـم بعــــدل .
ثم حاولوا الهرب من عدلك فوقعوا فريسة كبريائهم و تمرّدهم .

 جهلوا أنك في كل مكان يا من لا يحـــــدّك مكـــان ،
أيهــــا الحــــاضر أمـــــــام من يفـــــرّون منــــــك .

عليهم أن يبحثــوا عنك من جديـــد  لكـي يجــدوك في قلوبهـــــــــم ،
           في قلــوب المعترفين لك ، الذين يلقـــون بنفوسهم عليـك ،
باكين فوق صدرك بعد نجــــاتهم من الطرق الوعــرة .

و إذا تكفكـــــف دموعهـــــــم يــــزدادون بكــــــــاء ،
و يجــــــــــدون في تلك الدمـــــــوع ســـــــــعادتهم ،

لأنك أنت يا ربّ ،
                   تخلقهـــم من جـــــديد و تؤاســــيهم ،
                  و ليس إنساناً من لحم و دم يؤاسيهم .

أيـــن كنت حين بحثت عنك ؟
أنــت كنت أمــــــــــــــــامي ،
و أنا كنت بعيـــــــداً عنـــــــــك ،
         و بعيــــــداً عن نفــسي ،
و بما أني لم أجــــــــد نفســـي ،
فكـــــــم أعمــل حــــتى أجــدك ؟




  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac