الفصل الحادي عشر
++ عواطف و صلوات ++
رب ،
أنت تطالبني بما أعطيتني ،
لأنك أعطيتني ما أعطيتني لكي أوزعــــــــــــــــه ؛
لا لكي أحتفظ به لنفسي .
أما إن أحتفظت به ، و أخفيتــــه ،
قلـــــــــــت لي :
أيها العبــد الشـــرير الكســـلان ،
لمَ لمْ تسلّم مالي إلي الصيـارفة ،
حتى أجيء و أطلبه مع ربحــه ؟
و أي نفع لي :
لكوني لم أخسر شيئاً مما أخذت ؟
أنت بخيل لكن بخلك خـلاص لي .
بخيل أنت :
لأنك أنت تطالب بما لك ؛
و تجمع النقود التي نقشت عليها صورتك .
ما أسعد مــن يســـمعونك الســـامعون لك ،
اسعد ممــــن يتكلمــون .
طالب العلم متواضـــــــــــــــــــــــــــــــــــع ،
أمــا المعلم فإنـه يجاهد ضد الكبريـــــــــاء ،
مخــــــــافة أن لا يرضيـــــــــك ،
من يسعى وراء رضي النــاس .
خـــوف عظيم يستولي علىّ ،
و أنت عالم بأي خوف أتحدث إلي شعبك :
الوعظ و التوبيخ و الإرشاد و التعليم حمْل على منكبيَّ ثقيــل ،
لأن كل واحـــد من هـــذه الأشـــياء يتطــلب منى جهـداً كبـيراً .
تأمرني بأن :
أوبــــــــــــخّ المفســـــــدين ، و أواســــي الضعفــــــاء ، و اســــتقبل المـــــــرضي ،
و أراقــــــــــب المرائـــــــــين ، و أعلّـــــــم الجــــــاهلين ، و أحـــــــث الكســــــلانين ،
و أخفف من غلواء الحقودين ، و أصلح ما بين المتقاتلين ، و أحطمّ كبرياء المتكبرين ،
و أســــــــــاعد المحتاجــــين ، و أفرج عن المتضـــايقين ، و أشــــــــجعّ الصالحتين ،
و أتحمّــــــــــل العاطـــــــلين ، و أحـب النــاس أجمعــين .
في غمرة هذه الأعمال الخطيرة و المتنوعة ، ساعدني يارب ،
على ألاّ أكون رئيساً لشـــــعبك بل نافعـــــــــــــــــــــــاً لـــــه .