مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » عواطف وصلوات ـ ( 6 ) مرتا و مريم ـ القديس اوغسطينوس

عواطف وصلوات ـ ( 6 ) مرتا و مريم ـ القديس اوغسطينوس



الفصل السادس
مرتا و مريم
++  عواطف وصلوات ++

مرتا ومريم شــــقيقتان بالــــدم بـــل بالديــــــن :

              استمــــــــــــــــكتْ بـــك كل منهمــا ،

ربّ ، وخدمتاك انساناً حاضراً  بذات العاطـــــفة .

اسـتقبلتك مرتــــــــا

            كمـــــــــا يُســـــتَقبل الغرباء عادة ،

فاستقبلت الخادمــة معلمهــــا ،
          والمريضة مخلصها ،
          والخليقــة خالقهــــا .

لقد اخذت صورة العبد وشــئت ان تتنـــــــاول طعامــــــــــك ،
                           في تلك الصورة عينها من يد خدامك ،
                           لا عـــن ضـــــــــرورة بل عن محبة  .

يا مـــــــن جئــــــــــت الي ميراثك الخــاص
                            قد استقبلت كضيف ؛
لكـــــــــن خاصتـــــــك لم تقبــــلك :
وأعطيتَ جميع الذين قبلوك القدرة على أن يصبحوا أبناء الله ؛
وأخــذت تحـــت رعايتـــــك خدامك لكي تجــــــعلهم أخوةً لك ،
وافتديت الأسري لتجعلهم شــركاء لك في المـــــــــــــــيراث .
وقمـــت بهذا كله لكيلا أقول :
آه !     ما أسعد الذين اســـتحقوا أن يقبلوك في بيوتهـــــم !

أنــــا لست أحـــــــزن ولا أشـــــــــــكو لكوني ولدت فــي زمن لا أراك فيه بالجسد ؛
لأنك لــم تحـــــــرمني من هـــــــــــــذا الأنعـــام إذْ قــــلت :
( كل ما تصنعه لواحد من أخوتي هؤلاء فلي تصـــــــنعه )
                                                          " متى40:25 ".

إن مرتـــــــــــــا التي أعدت كل شيء لخدمتك ، ورتبتـه ،
                    كانت منهمكة بأمــــــــــــــور كثـــــيرة ،
أما أختها مريــم فقــد فضـــلت أن تتنـاول منــك قوتهــا .

الواحـــــــــــدة تعمــــــــــــــــــل  والثانية تتمتـــع بالوليمــة ؛
الاولي تهتــــم بأمـــــور كثــيرة  والثانية تنصرف إلي واحد
كأن هذا العمل وحيد وضروري .

شــــيء واحـــــــــــد ضروري .
وهــــــــذا الشــــــيء الواحـد الضـروري هـو فـوق ،
أيها الرب ، حيث أنت والأب والروح القدس واحــد .

هـــــــاك ما أحــب : أن أتأمــل في جمـــــــــــــــــــــالاتك ؛
ولهـــــذا أريـــــــد : أن اسكن في بيتك طوال أيام حياتي .

لن أتأمل ، للحال ، لأني ســاقط ،
إنمــــا ســــوف  ، أقف وأتـأمل .

ســــــأقف لأنك نزلت لتنهضي مـــــن سقطتي ؛
وسأثبت على حـــال وسأتمتع بغبطة عظيمة ،
فأجعـــــل قلبـــــــــي يتجــــاوز ما هو معروف ،
           وإرادتــي كل فكر جسدي معهــــــود ،
           مولــــــود من حـــــــواس الجســـــد ،
           لكـــــــــي تتصور أنواعاً مختلفـــــــــة من الأشــــباح .
أجعلنــي أطرحهـــا كلهــا من نفسي وأصـدَّ عني كل صــــورها .

هبني أن أدرك ضعف قلبي وأقول أياً كانت الفكرة التي تراودني :
ما هــــذا هـــو المطلـــوب وإلاّ كنـــــــــت أحسســـت بــــــــــــــه .
أنتَ الخــــــير الوحيــــــــد الذي تنبثــــــق عنــــه كل الخــــيرات :
                                ذاك جمــــالك موضــــــوع تأمـــــــلي .

ربّ ،
إن كــــــانت خـيرات هذا العـــالم التي يدعونهـــا صالحة ،
              وليست في ذاتها صالحــة ، تفــــــــــــرّحني ،
فكيف يكون تأملي بذالك الخير الأبدي الذي لا يتغـــــــير ؟
لذلك أريــد أن أســــــكن في بيتــــــك طـوال أيـام حياتي .

أحفظني لكي أتأمل في جمالاتك ،
وأتمكن يومــاً من التمتــــع بها ،
دون أن يزعجنـــــي شــــــــيء أو يبعـــــدني عنهـا شيء ،
Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac