مدونـة رئيــس الملائكــة روفائيـــل



بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة روفائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
Home » » عواطف وصلوات ـ ( 7 ) في الإقتداء بالمسيح ـ القديس اوغسطينوس

عواطف وصلوات ـ ( 7 ) في الإقتداء بالمسيح ـ القديس اوغسطينوس



 
الفصل السابع
في  الإقتداء بالمسيح
++ عواطف و صلوات ++


ربّ ،
لقــــــــــــد   ضــــــللت ومـــــلت عنــــــــك ،
فناديتــني و ألهمتني أن اعترف بخطـــاياي ،
فأعترفت و غفــــــــــــــــــــــــرت لـــــــــي .

هــــــــا منذ الآن أريد أن أتبعـك  ،
أيهـــــا البـــــــــــــــاحث عـــني  ،
يا من أرجعــــــتني على كتفيــك .

أنت قلت لي  :
             أنا الطريق و الحقّ و الحياة .
حقاً ، ربّ ،
            أنت الطــــــريق الحقيــــقي ،
            إنما تذهب إلي ذاتك بذاتــك .

أما أنـــا فأنيّ لي أن أذهب إليك ؟
         و على طــــريق سـواك ؟

أنـــت تـــــــــــذهب إلــي ذاتـــــك ،
و أنا أذهـــــــــــب إليــك بــــــــك ،
و كل منــا ذاهــب إلــي  الأب .

لقد قلت عن نفسك :
إنــــــك ذاهـــــــــــب إلي الأب
ثــــــم فقلت في موضع أخر :
لا يأتي أحــــد إلي الأب إلاّ بي ،
و لذلك فإنـــــك آت إلي الأب  ،
بنفسك و أنا اليك
و بك آت الى الآب .
إليـــك آتي ووراءك أســـــير :
لقـــــد أجـــتزت طــرقاً وعرة ،
ولكنك تعدني بأشياء عظيمة .

أنا لا أقصر تأملي على الطـــريق الذي عليه أســـير ،
بل ابسطه على المكان الذي يجب علىّ أن اصل إليه .

سأتحمل ضيقات هذا الزمان ولكــــني سوف أبلغ من الفـــرح الأزلي .
وكــــــأنّ ما أتحمـــــــــــــلّه عدم هو بالنسبة إلي ما سوف أصل إليه ،
ولا شبه بينه وبين الخيرات التــــــي سيمكنني منها تحمّل العذابــــات . ههنا .

و أعجــــب من عظمة ما أجازي به عن هذا العــذاب البســيط .
بنعمة منك اتخــــذك وقديســـيك إخـــواني قـــدوة لي ومثـــالاَ .

لقــــــــد كانــــوا مثـــــــلي بشـــــــراً .
مثــــلي ولــدوا وأنــــــت رفعتهــــم  ،
ســـــــارَ وراءك الشهداء القديسون  ،
حـــــــتى ســــــــــــــــفك الـــــــــدم  ،
واحتملوا الآلام على مثـــــــــــــالك  ،
وساروا خلفك ولم يكونوا وحـــدهم  .

ما أنقطع الجســـــــر الــــــــذي مــــــروا عليــه  ،
وجــــفّ الينبـــــــوع الــــــــذي شــــربوا منــــه ،
إننا لنجد في الحديقة إلي جانب ورود الشـــهداء ؛  زنابـــــق العـــــــذارى ،
                       وإلي جانب بنفسج الأرامــل  ، أكاليــــــل المـــتزوجين .

فأدرك إذ ذاك كيف أسير خلفك في الطريق العـام ،
بعيــــــــــــــــــــــداً عــــــــــن الاستشـــــــــــهاد ،
                      وعــــــــــن أخطـــــــار الآلام .

أنــت تواضعـــت وتفانيت متخــــذاً صورة العبد ،
وأنا أعــــــرف ما يجــــــــــب أن أعمـــــــــــــل .
إن الذين يلازمون الملذات ويدورون في فلكها ،
   يطـــــــــــلبون الغـني بشـــــــــكل أثيـــــــم .

أمـــا أنت فقد شئت ان تكـــون فقيراً :
هـــم ينشدون المجد والسلطان وأنت تأبي أن تكـون عليهم ملكــاً .
هـــم يرفضـــــون كل إهـــــانة وأنت تحملتَ شتي أنواع الإهانات .
هـــم يعتبـــــرون الظــــــــــــلم أمراً لا قـــدرة لهم على احتمــاله ،
وهل من ظلــــم أفظــــع مـــن الحكم على بــار بــــرئ بالمـــوت ؟
هـــم يلعنـــون آلام الجســـــد وأنت تحملت آلام الجـلد والصــلب .
     أعتبــــروا الصـــــــليب أشنع ميتــــــــــــة فصـــــــــــلبوك .

عشت حياتك كلها ، على الأرض ،
في الإنسان الذي تناولت وصرته ناموساً وخطه خلقية .

فها أنـــا أسير وراءك يا نور العالم ،
     كيلا أسير في الظــــــــــــــــلام .




Share this article :

أرشيف المدونة الإلكترونية

 
designed by: isaac