++ عواطف و صلوات ++
ربّ ،
لقــــــــــــد ضــــــللت ومـــــلت عنــــــــك ،
فناديتــني و ألهمتني أن اعترف بخطـــاياي ،
فأعترفت و غفــــــــــــــــــــــــرت لـــــــــي .
هــــــــا منذ الآن أريد أن أتبعـك ،
أيهـــــا البـــــــــــــــاحث عـــني ،
يا من أرجعــــــتني على كتفيــك .
أنت قلت لي :
أنا الطريق و الحقّ و الحياة .
حقاً ، ربّ ،
أنت الطــــــريق الحقيــــقي ،
إنما تذهب إلي ذاتك بذاتــك .
أما أنـــا فأنيّ لي أن أذهب إليك ؟
و على طــــريق سـواك ؟
أنـــت تـــــــــــذهب إلــي ذاتـــــك ،
و أنا أذهـــــــــــب إليــك بــــــــك ،
و كل منــا ذاهــب إلــي الأب .
لقد قلت عن نفسك :
إنــــــك ذاهـــــــــــب إلي الأب
ثــــــم فقلت في موضع أخر :
لا يأتي أحــــد إلي الأب إلاّ بي ،
و لذلك فإنـــــك آت إلي الأب ،
بنفسك و أنا اليك
و بك آت الى الآب .
إليـــك آتي ووراءك أســـــير :
لقـــــد أجـــتزت طــرقاً وعرة ،
ولكنك تعدني بأشياء عظيمة .
أنا لا أقصر تأملي على الطـــريق الذي عليه أســـير ،
بل ابسطه على المكان الذي يجب علىّ أن اصل إليه .
سأتحمل ضيقات هذا الزمان ولكــــني سوف أبلغ من الفـــرح الأزلي .
وكــــــأنّ ما أتحمـــــــــــــلّه عدم هو بالنسبة إلي ما سوف أصل إليه ،
ولا شبه بينه وبين الخيرات التــــــي سيمكنني منها تحمّل العذابــــات . ههنا .
و أعجــــب من عظمة ما أجازي به عن هذا العــذاب البســيط .
بنعمة منك اتخــــذك وقديســـيك إخـــواني قـــدوة لي ومثـــالاَ .
لقــــــــد كانــــوا مثـــــــلي بشـــــــراً .
مثــــلي ولــدوا وأنــــــت رفعتهــــم ،
ســـــــارَ وراءك الشهداء القديسون ،
حـــــــتى ســــــــــــــــفك الـــــــــدم ،
واحتملوا الآلام على مثـــــــــــــالك ،
وساروا خلفك ولم يكونوا وحـــدهم .
ما أنقطع الجســـــــر الــــــــذي مــــــروا عليــه ،
وجــــفّ الينبـــــــوع الــــــــذي شــــربوا منــــه ،
إننا لنجد في الحديقة إلي جانب ورود الشـــهداء ؛ زنابـــــق العـــــــذارى ،
وإلي جانب بنفسج الأرامــل ، أكاليــــــل المـــتزوجين .
فأدرك إذ ذاك كيف أسير خلفك في الطريق العـام ،
بعيــــــــــــــــــــــداً عــــــــــن الاستشـــــــــــهاد ،
وعــــــــــن أخطـــــــار الآلام .
أنــت تواضعـــت وتفانيت متخــــذاً صورة العبد ،
وأنا أعــــــرف ما يجــــــــــب أن أعمـــــــــــــل .
إن الذين يلازمون الملذات ويدورون في فلكها ،
يطـــــــــــلبون الغـني بشـــــــــكل أثيـــــــم .
أمـــا أنت فقد شئت ان تكـــون فقيراً :
هـــم ينشدون المجد والسلطان وأنت تأبي أن تكـون عليهم ملكــاً .
هـــم يرفضـــــون كل إهـــــانة وأنت تحملتَ شتي أنواع الإهانات .
هـــم يعتبـــــرون الظــــــــــــلم أمراً لا قـــدرة لهم على احتمــاله ،
وهل من ظلــــم أفظــــع مـــن الحكم على بــار بــــرئ بالمـــوت ؟
هـــم يلعنـــون آلام الجســـــد وأنت تحملت آلام الجـلد والصــلب .
أعتبــــروا الصـــــــليب أشنع ميتــــــــــــة فصـــــــــــلبوك .
عشت حياتك كلها ، على الأرض ،
في الإنسان الذي تناولت وصرته ناموساً وخطه خلقية .
فها أنـــا أسير وراءك يا نور العالم ،
كيلا أسير في الظــــــــــــــــلام .